لقد كان مشهد اغتيال السفير الروسي في أنقرة، الاثنين، مختلفا عن غيره من مشاهد الاغتيالات، حيث كان صادماً من شدة وضوحه وجراته وثبات منفذه.
لكن الحدث لم يكن ليأخذ كل هذا الزخم لولا الصورة التي انتشرت في لحظتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ليأتي بعدها الفيديو موثقاً عملية الاغتيال.
حيث ان ملتقط صور القاتل، مصوراً تركياً يعمل لصالح وكالة "أسوشييتد برس".
لم يكن المصور برهان أوزبيليسي استوعب ما يحصل، إلا أنه اختبأ وراء حائط، محاولا تصوير المشهد "السوريالي"، بعد أن كان قد اقترب لالتقاط صور أوضح للسفير أثناء حديثه، بحسب قوله.
وعن تلك اللحظات قالالمصور : "كان الحدث روتينياً، ولم أكن لأحضره لولا أن موقع المعرض كان في طريق عودتي من المكتب إلى البيت". وتابع "كان مجرد افتتاح معرض للصور عن روسيا، وكان السفير يتحدث بهدوء تام، فاسحاً المجال للمترجم ليشرح ما يقوله، قبل أن نلاحظ رجلاً على المسرح، ساحباً مسدسه، لوهلة خلت أن الأمر مجرد مشهد مسرحي".
لكنه لم يكن كذلك، فبعد ثوانٍ أدرك المصور، بحسب قوله، أنه كان أمام جثة رجل مقتول، أمام عملية اغتيال، فقام بما يجيده، ألا وهو توثيق المشهد والتقاط صور القاتل، مع الفوضى والرعب اللذين عما الصالة.
"راح يدور حول الجثة ممزقاً الصور"
في تلك اللحظة، اجتاح ملتقط تلك الصور شعور متضارب، الخوف على الحياة، وضرورة توثيق الحدث. وتساءل بينه وبين نفسه، بحسب ما روى في شهادته بعد ساعات على الاغتيال "ماذا سأقول لكل من سيسألني لماذا لم تلتقط صوراً؟."

صدمة
بالنسبة لبرهان، فكانت حين عاد إلى المكتب للعمل على الصور، ورأى أن القاتل كان يقف وراء السفير أثناء حديثه، كما لو أنه كان أحد الحراس.
صدمة تكاد تخف وطأتها حين نقرأ تصريح وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، الذي أكد أن مطلق النار هو "مولود مرت ألطن طاش"، من مواليد ولاية أيدن غربي البلاد، ويعمل في قوات مكافحة الشغب بأنقرة منذ عامين ونصف العام.
لكن وسائل إعلام تركية أكدت أن القاتل كان في ذلك اليوم خارج الخدمة !
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق